ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺪﺀ
ﺑﻪ، ﻣﻦ ﻃﻔﻞ ﻵﺧﺮ ﻭﺍﻥ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻻ ﻳَﻌّﻨُـــ (̃͡•̮-̃͡•)ــﻲْ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻣﻌﺪﻝ
ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ، ﺃﻭ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻘﻠﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ .
ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻮ :
ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﻨﻄﻖ ﻛﻠﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﻌﻨﻰ،
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻨﻄﻖ
ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ، ﺃﻭ ﺛﻼﺙ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﻌﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﻓﻲ
ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺗﺨﺘﻠﻒ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ،
ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﻪ، ﻣﻦ ﻃﻔﻞ ﻵﺧﺮ، ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﺜﻼ،
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻖ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺫﺍﺕ ﻣﻌﻨﻰ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﺛﻢ ﻳﺴﻴﺮ ﺗﻄﻮﺭﺍﻟﻜﻼﻡ
ﻣﻌﻪ ﺳﻴﺮﺍ ﺣﺴﻨﺎ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺄﺧﺮ ﺃﻭﻋﻴﻮﺏ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻖ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺫﺍﺕ
ﻣﻌﻨﻰ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﺃﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ،
ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ .
ﺇﻥ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ
ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻬﺎﻡ ﺟﺪﺍً ﺃﻥ ﻧﻤﻴﺰ
ﺳﺒﺐ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻡ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧﺮﻯ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍً ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻛﺘﺄﺧﺮ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ، ﻭﺍﻟﻤﺸﻲ،
ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺟﺐ
ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺴﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ،
ﻭﺍﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﺳﻼﻣﺘﻬﺎ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺄﺧﺮ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺘﺮﺍﻓﻘﺎ ﻣﻊ ﺗﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﻤﻮ، ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ،
ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻌﻪ، ﺃﻫﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ
ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻣﻘﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﻄﻖ .
ﻭﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ : ﻓﺈﻥ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻻ
ﻳَﻌّﻨُـــ (̃͡•̮-̃͡•) ــﻲْ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ،
ﺃﻭ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻘﻠﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ .
ﻭﺃﻫﻢ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻫﻲ -1:
ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ mental
retard : ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻠﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻰ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﺭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻒ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻻ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ
ﻟﻪ، ﻭﻻ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﺎﻻً ﻟﻤﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻﻧﻌﺪﺍﻡ
ﺃﻭ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻭﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﻋﺪﻡ
ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻛﺎﺓ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪﻩ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺇﻻ
ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ .
-2 ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻤﻊ : ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺪ
ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﻪ، ﻟﺬﺍ ﻓﻤﻦ
ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻲ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺼﺎﺑﺎ ﺑﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺴﻤﻊ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻌﺪﻡ
ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻟﻪ، ﻭﺍﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻄﻖ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻔﻮﻩ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ .
-3 ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ : ﻭﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ
ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺴﻮﻱ، ﺫﻭ
ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻠﻚ ﺳﻤﻌﺎًً ﺟﻴﺪﺍً، ﻭﻟﻴﺲ
ﻣﺼﺎﺑﺎً ﺑﺘﺨﻠﻒ ﻋﻘﻠﻲ، ﻓﺈﻥ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﻳﻌﻮﺩ
ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺎﻻﺕ ﺗﺄﺧﺮ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﻡ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺜﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻳﻌﺘﻤﺪ
ﻋﻠﻰ ﻧﻀﺞ ﺍﻟﻨﺨﺎﻋﻴﺔ mylination ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ
ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ، ﻓﻲ ﺃﺟﺰﺍﺋﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻜﻼﻡ .
-4 ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ : ﻭﺗﺆﺛﺮ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ
ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺧﺮ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻓﻘﺪ ﻟﻮﺣﻆ
ﺃﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﺑﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻢ، ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ
ﻳﺼﺎﺑﻮﻥ ﺑﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ
ﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘٌـٌـﻤـــ༄༅ ـٌـٌﺈﺃﺇﺁﻣـ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻦ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﺴﺒﺐ
ﺃﻭﻵﺧﺮ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺳﺒﺒﺎً ﻟﺬﻟﻚ .
ﺃﻳﻀﺎً ﺳﻮﺀ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻷﻡ ﺃﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﺑﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻪ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻳﺴﺨﺮﻥ
ﻣﻦ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻦ، ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺘﻘﺪ ﺍﻷﻡ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻧﻄﻖ ﻃﻔﻠﻬﺎ
ﻟﻠﻜﻼﻡ، ﻭﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ
ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ، ﻓﻴﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺨﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺧﺮﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﻨﻄﻖ،
ﻭﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ .
ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻘﺪﺓ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﺤﺎﻟﺔ
ﻓﻮﺿﻰ ﻭﺷﺠﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ، ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ
ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ، ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺴﺒﺐ
ﻓﻰ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺪﻩ، ﺃﻭ ﻳﺆﺩﻱ ﻹﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ
ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻭﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﻄﻖ .
ﻭﻗﺪ ﻟﻮﺣﻆ ﺃﻥ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ
ﻭﺿﻊ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺟﻴﺪ، ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﺳﺮﻉ .
-5 ﺍﻟﺘﻮﺍﺋﻢ : ﻗﺪ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﺍﻟﺘﻮﺃﻡ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ، ﻭﺍﻟﺬﻯ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ
ﺳﻨﻪ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﺐ ﻇﺎﻫﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ
ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ، ﻭﻻ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﺘﻮﺃﻡ
ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻻ ﻧﺎﺩﺭًﺍ .
ﻭﻳﻌﺰﻯ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻡ ﻻ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻠﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﻃﻔﻠﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺰﻯ ﺃﻳﻀﺎ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ ﻳﻘﻠﺪ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺑﺪﻻً
ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ .
-6 ﻭﺟﻮﺩ ﺧﻠﻞ ﺃﻭ ﺳﻘﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺗﺮﺍﻛﻴﺐ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ : ﻛﺎﻧﺸﻘﺎﻕ ﺷﺮﺍﻉ
ﺍﻟﺤﻨﻚ، ﻭﺇﺫﺍ ﻋﻮﻟﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ ﻓﺈﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻦ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺸﻲﺀ، ﻛﺬﻟﻚ
ﺳﻮﺀ ﺍﻹﻃﺒﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻜﻴﻦ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺆﺛﺮﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺮﺍﻓﻘﺔ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺻﻐﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻚ
ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ .
-7 ﺇﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ ﺑﻌﺪ
ﺫﻟﻚ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﻠﺐ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺃﺳﺮﻉ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺃًﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ .
-8 ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺴﺒﺐ : ﻓﻘﺪ ﻳﻤﺮ
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﺤﺎﻻﺕ ﻣﻦ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ
ﺳﺒﺐ ﻇﺎﻫﺮ، ﺃﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺒﺐ ﻗﻠﻖ ﺍﻷﻡ
ﻭﺍﻷﺏ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻻ ﻳﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻠﻜﻼﻡ
ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﻮﻳﺔ .
ﻭﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﺷﻴﺮ ﻫﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻈﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﺗﺄﺧﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺧﺎﻃﺌﺔ، ﻓﺎﻟﻠﺴﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺮﺑﻮﻁ ﻻ ﻳﺆﺛﺮﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻤﻪ
ﻣﻄﻠﻘﺎً، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺟﺪﺍً، ﺑﺤﻴﺚ
ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺬﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻙ ﻟﺴﺎﻧﻪ
ﻓﻲ ﻓﻤﻪ، ﻭﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﺟﺪﺍ .
ﻛﺬﻟﻚ ﻏﻴﺮﺓ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺇﺧﻮﺗﻪ، ﺃﻳﻀﺎً ﻻ ﺗﺴﺒﺐ
ﺗﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻭﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﻣﻦ
ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮﺓ
ﻻ ﻳﺒﺮﺭ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﻗﺪ ﺣﺪﺙ ﺑﺴﺒﺐ
ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻻ ﻳﺨﻠﻮﻥ
ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ، ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ
ﺳﺒﺐ ﻇﺎﻫﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ