ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻣﻮﺕ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﻳﻨﺘﺎﺑﻨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ
ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻟﻜﻞ ﻣﺎﻫﻮ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﻜــ
ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﺑﻠﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ
ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻐﺎﻡ
ﺳﺒﺖ ﻓﺮﺍﻍ ﻛﺒﻴﺮ
ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ( ﺍﻟﺒﻌﺪ )
ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻷﺑﺘﻌﺎﺩ ( ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻪ )
ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺑﺮﺭ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻭﺃﻥ ﺃﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ
ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ( ﻫﻮ ﺃﺑﺘﻌﺎﺩ )
ﻋﺎﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺃﻧﺘﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ
ﺃﻧﺘﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ
ﻭﺃﻥ ﺗﻔﻜﺮﺕ ﻗﻠﻴﻼً ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﻰﺀ ﻟﻜﻨﻲ
ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻟﻪ ( ﻣﺒﺮﺭ )
ﺳﻮﻯ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺰﺓ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺗﻜﻮﻥ
ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻱ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ
ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ
ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ( ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ )
ﺭﺍﺟﻌﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻭﺭﺍﺟﻌﺖ ﺳﻄﻮﺭ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻋﺎﺩﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﻓﻲ
ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ( ﺷﺎﻫﺪ ﻣﺎﺷﻔﺶ ﺣﺎﺟﺔ )
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ
ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﻧﺸﻘﺎﻕ ﻋﻦ ﻗﻠﺐ ﺃﺣﺒﻪ ﻭﻋﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻫﺮﻣﻪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺷﻜﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﺷﻜﺮﺃ ﻷﻧﻚ ﺃﺧﺘﺮﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ
ﺷﻜﺮﺍً
ﻷﺧﺘﻴﺎﺭﻙ
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻠﻦ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻨﻚ ﻣﺠﺪﺩﺍً ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ
ﻓﻬﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ
ﺷﻜﺮﺍً
ﻷﻧﻚ ﺃﻟﻤﺘﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﺗﺨﻴﻞ
( ﺷﻤﺎﺗﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ )
ﺷﻜﺮﺍً
ﻷﻧﻚ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻲ ﺷﺨﺺ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻘﻰ ﺇﻻ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻭﻛﺄﻥ ﻏﻴﺎﺑﻚ
ﻭﺃﻧﺸﻘﺎﻗﺎﻛـ
ﺃﻭﺣﻰ ﻟﻲ ﺑﻔﺮﻣﺘﻪ ﻣﺎﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ
ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﻋﺮﻑ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺇﻻ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﺳﻤﺎﺀ
ﻭﺳﻌﺔ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﻫﻲ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻻﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﺘﺬﻛﺮ
ﺃﻱ ﺷﻲﺀ
ﻧﻌﻢ ﺃﻗﻮﻟﻬﺎ ﻟﻜـ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻨﺒﺾ ﻭﻃﻨﻴﺔ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺒﺾ ( ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ) ؛؛؛