ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻰ ﻋﺼﺮﻧﺎ
ﺻﺤﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﺑﺄﺩﻟﺔ ﻻ ﺗُﻌﺪ ﻭﻻ ﺗُﺤﺪ. ﻣﻨﻬﺎ
ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﺣﻤﻮﺩﺓ ﺍﻻﻋﺼﺮ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ }ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ :{
ﺇﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﺭﺣﻠﺔ ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻛﺒﺮﻯ
ﺃﻟﻐﺖ ﺣﺎﺟﺰ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭﻟﻜﻲ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ
ﻗﻠﻴﺔ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺎﺕ
Cosmologies ، ﻭﻧﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻘَﺴَﻢ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ } : ﻓَﻠَﺎ ﺃُﻗْﺴِﻢُ ﺑِﻤَﻮَﺍﻗِﻊِ ﺍﻟﻨُّﺠُﻮﻡِ {75}
ﻭَﺇِﻧَّﻪُ ﻟَﻘَﺴَﻢٌ ﻟَّﻮْ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ﻋَﻈِﻴﻢٌ {76}
ﻭﻧﺴﺘﺨﺪﻡ ﻣﺮﺟﻊ ﻋﻠﻤﻲ ﻓﻴﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺃﻗﺮﺕ ﺑﺄﻥ
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺠﻤﻴﺔ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﺎ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ ﻣﺴﺎﻓﺔ
ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ 300 ﺃﻟﻒ ﻛﻴﻠﻮ
ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ One second ﻳﺄﺧﺬ
ﺍﻟﻀﻮﺀ 10 ﺁﻻﻑ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺳﻨﺔ = (10 ﺑﻠﻴﻮﻥ
ﺳﻨﺔ )ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺇﻻ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪﺍً
ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ؟
ﺇﺫﺍً ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﺯﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﺪ
ﺍﻵﺑﺪﻳﻦ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﺫﺍً ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ؛ ﺃﻱ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﺤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﻳﻴﻦ
ﻣﻼﻳﻴﻦ ( ﻣﺎﻻﻧﻬﺎﻳﺔ ) ﻗﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺳﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ ﺛﻢ ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ
ﺃﻭ ﺃﺩﻧﻰ ﻭﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ
ﺩﺍﻓﺌﺎً .
ﺇﺫﺍً ﻫﻨﺎ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻠﻐﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً
ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻛَّﺪﻫﺎ ﺑﺎﻵﻳﺔ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ } : ﻳَﻮْﻡَ ﻧَﻄْﻮِﻱ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀ ﻛَﻄَﻲِّ ﺍﻟﺴِّﺠِﻞِّ
ﻟِﻠْﻜُﺘُﺐِ { ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ104
ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﻫﻴﻜﻞ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ }ﺣﻴﺎﺓ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ { ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺓ
ﻣﺨﺘﺼﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ: ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻗﺪ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ
ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﻭﺣﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺑﺎﻟﻐﺔ
ﻏﺎﻳﺔ ﻛﻤﺎﻟﻬﺎ، ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺫﻫﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺭﻭﺣﻪ ﻓﻲ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺣﻜﻤﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻧﺴﺒﻴﺎً
ﻣﺤﺪﻭﺩﺍً ﺑﺤﺪﻭﺩ ﻗﻮﺍﻧﺎ ﺍﻟﻤﺤﺴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﺑﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ،
ﻭﺗﺪﺍﻋﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﻣﺤﻤﺪ،
ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺭﻭﺣﻪ، ﻓﻮﻋﺎﻩ ﻣﻨﺬ ﺃﺯﻟﻪ ﺇﻟﻰ
ﺃﺑﺪﻩ
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﺤﻲ ﻛﺤﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ }ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ :{ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺎﺭ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻷﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﻮﺭ، ﻓﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺗﻤﺎﻣﺎً، ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﻮﺭ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ } : ﻗَﺪْ ﺟَﺎﺀﻛُﻢ ﻣِّﻦَ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻧُﻮﺭٌ ﻭَﻛِﺘَﺎﺏٌ
ﻣُّﺒِﻴﻦٌ { ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ 15
ﻭﻧﻮﺭﻩ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴُﻨَّﺔ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ، ﻓﺴﺮﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻫﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻀﻮﺀ،
ﺇﺫﺍً ﻓﻬﻲ ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ، ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺮﻯ
ﺑﻪ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ، ﻓﻬﻲ
ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﺤﺪ ﻭﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ