ﻗﺼّﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻭﺍﻗﻌﻴّﺔ
ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰّﻣﺎﻥ، ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺦٌ ﻋﺠﻮﺯ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻪ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﺪﻳﺜﻬﻤﺎ ﻃُﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺠﺄﺓً،
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸّﺎﺏ ﻟﻴﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺮﺟﻞٍ ﻏﺮﻳﺐ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻠّﻢ ﺣﺘّﻰ، ﻣﺘّﺠﻬﺎً
ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ، ﻗﺎﺋﻼً ﻟﻪ ": ﺍﺗّﻖِ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﺪّﺩ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﻳﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﺻﺒﺮﺕ ﻋﻠﻴﻚ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ، ﻭﻧﻔﺪ ﺻﺒﺮﻱ ﺍﻵﻥ ." ﺣﺰﻥ ﺍﻟﺸّﺎﺏ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺃﺑﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ
ﺍﻟﺴﻲّﺀ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺪّﻣﻮﻉ ﺗﺘﺮﻗﺮﻕ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﺛﻢّ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ": ﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻟﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪّﻳﻮﻥ؟ " ، ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺮّﺟﻞ": ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺴﻌﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ " ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸّﺎﺏ ": ﺩﻉ ﻭﺍﻟﺪﻱ
ﻭﺷﺄﻧﻪ، ﻭﺃﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ."
ﺍﺗّﺠﻪ ﺍﻟﺸّﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻟﻴﺤﻀﺮ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻟﻠﺮّﺟﻞ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﺤﻮﺯﺗﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻒ
ﺭﻳﺎﻝ، ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺗﺒﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺎﺩّﺧﺎﺭﻫﺎ ﻟﻴﻮﻡ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﺑﻔﺎﺭﻍ
ﺍﻟﺼّﺒﺮ، ﻭﻟﻜﻨّﻪ ﺁﺛﺮ ﺃﻥ ﻳﻔﻚّ ﺑﻪ ﺿﺎﺋﻘﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ .
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺸّﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺮّﺟﻞ ": ﻫﺬﻩ ﺩﻓﻌﺔ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻱ، ﻭﺃﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ،
ﻭﻧﺴﺪّﺩ ﻟﻚ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻤّﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ." ﺑﻜﻰ ﺍﻟﺸّﻴﺦ ﺑﻜﺎﺀً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻣﻦ
ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﻪ؛ ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ، ﻭﻻ ﺫﻧﺐ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻥّ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﻠﺒّﻲ ﻃﻠﺒﻪ، ﻓﺘﺪﺧّﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﺃﻥ ﻳُﺒﻘﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻌﻪ،
ﻭﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺒﻪ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺪّﻳﻮﻥ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﻮﺟّﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻟﻄﻠﺒﻬﺎ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺸّﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻩ
ﻭﻗﺒّﻞ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻗﺎﺋﻼً ": ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻗﺪﺭﻙ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ، ﻭﻛﻞّ ﺷﻲﺀٍ ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻪ،
ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺍﺣﺘﻀﻦ ﺍﻟﺸّﻴﺦ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﻗﺒّﻠﻪ، ﻭﺃﺟﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ، ﻗﺎﺋﻼً ": ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ ﻳﺎ ﺑﻨﻲّ،
ﻭﻭﻓّﻘﻚ، ﻭﺳﺪّﺩ ﺧﻄﺎﻙ ."
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘّﺎﻟﻲ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸّﺎﺏ ﻓﻲ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﻣﻨﻬﻤﻜﺎً ﻭﻣﺘﻌﺒﺎً، ﺯﺍﺭﻩ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﻫﻢ ﻣﻨﺬ ﻣﺪّﺓ، ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻼﻡ ﻭﻋﺘﺎﺏ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺼّﺪﻳﻖ ﺍﻟﺰّﺍﺋﺮ ": ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻛﻨﺖ
ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺲ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﻛﺒﺎﺭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨّﻲ ﺃﻥ ﺃﺑﺤﺚ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺭﺟﻞٍ ﺃﻣﻴﻦ
ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻣﺨﻠﺺ، ﻭﻟﺪﻳﻪ ﻃﻤﻮﺡ ﻭﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻨﺠﺎﺡ، ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪ
ﺷﺨﺼﺎً ﺃﻋﺮﻓﻪ ﻳﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼّﻔﺎﺕ ﻏﻴﺮﻙ، ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ
ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻚ ﻓﻮﺭﺍً، ﻟﻨﺬﻫﺐ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ." ﺍﻣﺘﻸ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸّﺎﺏ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮﻯ
ﻗﺎﺋﻼً": ﺇﻧّﻬﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻱ، ﻫﺎ ﻗﺪ ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺤﻤﺪﺍً ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀﺎﻟﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ."
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﻤﺮﺗﻘﺐ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸّﺎﺏ، ﻭﺍﺭﺗﺎﺡ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻟﻪ
ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺭﺍﺗﺒﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ": ﺭﺍﺗﺒﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ 4970 ﺭﻳﺎﻝ " ، ﻓﺮﺩّ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻋﻠﻴﻪ":
ﺍﺫﻫﺐ ﺻﺒﺎﺡ ﻏﺪ، ﻭﻗﺪّﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻚ، ﻭﺭﺍﺗﺒﻚ ﺍﻋﺘﺒﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ 15000 ﺭﻳﺎﻝ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ %10 ، ﻭﺑﺪﻝ ﺳﻜﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺭﻭﺍﺗﺐ، ﻭﺳﻴّﺎﺭﺓ ﺃﺣﺪﺙ
ﻃﺮﺍﺯ، ﻭﺭﺍﺗﺐ ﺳﺘّﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺗﺼﺮﻑ ﻟﻚ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭﺿﺎﻋﻚ " ، ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺸّﺎﺏ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺣﺘّﻰ ﺑﻜﻰ ﺑﻜﺎﺀً ﺷﺪﻳﺪﺍً، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ": ﺍﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ." ﺳﺄﻟﻪ ﺭﺟﻞ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺴّﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻜﻴﻪ، ﻓﺮﻭﻯ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﻦ، ﻓﺄﻣﺮ ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
ﻓﻮﺭﺍً ﺑﺘﺴﺪﻳﺪ ﺩﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ، ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺛﻤﺮّﺓ ﻣﻦ ﻳﺒﺮّ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ .
ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺫﺍﺗﻲّ
ﺩﺧﻞ ﻓﺘﻰ ﺻﻐﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻞّ ﺗﺴﻮّﻕ، ﻭﺟﺬﺏ ﺻﻨﺪﻭﻗﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﻛﺎﺑﻴﻨﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ، ﻭﻗﻒ
ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺼّﻨﺪﻭﻕ ﻟﻴﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺯﺭﺍﺭ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ، ﻭﺑﺪﺃ ﺑﺎﺗﺼﺎﻝ ﻫﺎﺗﻔﻲّ، ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺻﺎﺣﺐ
ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ، ﻭﺑﺪﺃ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﻰ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺘﻰ ":
ﺳﻴّﺪﺗﻲ: ﺃﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﻓﻲ ﺗﻬﺬﻳﺐ ﻋﺸﺐ ﺣﺪﻳﻘﺘﻚ؟ " ، ﺃﺟﺎﺑﺖ ﺍﻟﺴﻴّﺪﺓ": ﻟﺪﻱّ
ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ " ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺘﻰ": ﺳﺄﻗﻮﻡ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﻨﺼﻒ ﺍﻷﺟﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸّﺨﺺ " ، ﺃﺟﺎﺑﺖ ﺍﻟﺴّﻴﺪﺓ ﺑﺄﻧّﻬﺎ ﺭﺍﺿﻴﺔ ﺑﻌﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸّﺨﺺ ﻭﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻪ . ﺃﺻﺒﺢ
ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﻟﺤﺎﺣﺎ، ﻭﻗﺎﻝ ": ﺳﺄﻧﻈّﻒ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻤﺮّ ﺍﻟﻤﺸﺎﺓ، ﻭﺍﻟﺮّﺻﻴﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻨﺰﻟﻚ،
ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﺣﺪﻳﻘﺘﻚ ﺃﺟﻤﻞ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻢ ﺑﻴﺘﺶ ﻓﻠﻮﺭﻳﺪﺍ " ، ﻭﻣﺮّﺓً ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ
ﺍﻟﺴّﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻨّﻔﻲ، ﺗﺒﺴّﻢ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﺃﻗﻔﻞ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ .
ﺗﻘﺪّﻡ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺤﻞ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ، ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ": ﻟﻘﺪ
ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﻫﻤّﺘﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺃﺣﺘﺮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳّﺎﺕ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴّﺔ ﻓﻴﻚ، ﻭﺃﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺮﺻﺔً
ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻟﺪﻱّ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻞ " ، ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﺼّﻐﻴﺮ": ﻻ، ﻭﺷﻜﺮﺍً ﻟﻌﺮﺿﻚ، ﺇﻧّﻲ ﻛﻨﺖ ﻓﻘﻂ
ﺃﺗﺄﻛّﺪ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺋﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎً، ﺇﻧّﻨﻲ ﺃﻋﻤﻞ ﻟﺪﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴّﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ
ﺃﺗﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻬﺎ ."
ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺔ
ﻭﻗـﻒ ﺭﺟﻞٌ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﻭﻟﻌﺪّﺓِ ﺳﺎﻋﺎﺕٍ ﻓﺮﺍﺷﺔً ﺻﻐﻴﺮﺓً ﺩﺍﺧﻞ ﺷﺮﻧﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﻻﻧﻔﺮﺍﺝ
ﺭﻭﻳـﺪﺍً ﺭﻭﻳـﺪﺍً، ﻭﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﺓً ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺜّﻘﺐ ﺍﻟﺼّﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ
ﺷﺮﻧﻘﺘﻬﺎ، ﻭﻓﺠﺄﺓً ﺳﻜﻨﺖ، ﻭﺑﺪﺕ ﻭﻛﺄﻧّﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ . ﻇﻦّ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﺑﺄﻥّ
ﻗﻮﺍﻫﺎ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻨﻔﺬﺕ، ﻭﻟـﻦ ﺗﺴـﺘـﻄﻴـﻊ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺜّﻘﺐ ﺍﻟﺼّﻐـﻴـﺮ، ﺛﻢّ ﺗﻮﻗّﻔﺖ
ﺗﻤﺎﻣﺎً !
ﻋـﻨـﺪﻫﺎ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﺑﺎﻟﻌﻄﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻗﺮّﺭ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ، ﻓﺄﺣﻀﺮ ﻣﻘﺼﺎً ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻭﻗﺺّ
ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸّﺮﻧﻘﺔ، ﻓـﺴـﻘﻄﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺔ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸّﺮﻧﻘﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺠﺴﻢٍ ﻧﺤﻴﻞ ﺿﻌﻴﻒ
ﻭﺃﺟﻨﺤﺔ ﺫﺍﺑﻠﺔ ! ﻭﻇﻞّ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻳﺮﺍﻗﺒﻬﺎ، ﻣﻌﺘﻘﺪﺍً ﺑﺄﻥّ ﺃﺟﻨﺤﺘﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻯ ﻭﺗﻜﺒﺮ،
ﻭﺑﺄﻥّ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻨّﺤﻴﻞ ﺳﻴﻘﻮﻯ، ﻭﺳﺘﺼﺒﺢ ﻗﺎﺩﺭﺓً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ، ﻭﻟـﻜﻦ ﻟـﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺷﻲﺀ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﻀﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺔ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﺠﺴﻢ ﺿﻌﻴﻒ، ﻭﺃﺟﻨﺤﺔ ﺫﺍﺑﻠﺔ، ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ
ﺍﻟﻄّﻴﺮﺍﻥ ﺃﺑﺪﺍً .
ﻟــﻢ ﻳﻌـﻠﻢ ﺫﻟـﻚ ﺍﻟﺮّﺟـﻞ ﺑﺄﻥّ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ، ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺷﺔ ﺟﻌﻠﺘـﻬـﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ
ﺧﺮﻭﺝ ﺳﻮﺍﺋﻞ ﻣﻦ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻨﺤﺘﻬﺎ ﺣﺘّﻰ ﺗﻘﻮﻯ ﻭﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻄّﻴﺮﺍﻥ ! ﺃﺣـﻴـﺎﻧــﺎً
ﻳﻘـﻮﻡ ﺍﻟـﺒـﻌﺾ ﺑﺎﻟﺘّﺪﺧــﻞ ﻓـﻲ ﺃﻣـﻮﺭِ ﺍﻵﺧـﺮﻳـﻦ، ﻇﻨّـﺎً ﻣﻨـﻬـﻢ ﺑﺄﻧّـﻬـﻢ ﻳﻘﺪّﻣـﻮﻥ
ﺧﺪﻣـﺔً ﺇﻧﺴـﺎﻧـﻴّـﺔً، ﻭﺃﻥّ ﺍﻵﺧـﺮﻳـﻦ ﺑﺤﺎﺟـﺔٍ ﺇﻟﻴـﻬـﻢ ﻭﺇﻟﻰ ﻣﺴـﺎﻋــﺪﺗـﻬﻢ، ﻭﻟﻜﻨّﻬﻢ ﻻ
ﻳﻘﺪّﺭﻭﻥ ﺍﻷﻣـﻮﺭ ﺣـﻖّ ﻗــﺪﺭﻫـﺎ، ﻓﻴـﻔﺴـﺪﻭﻥ ﺃﻛـﺜـﺮ ﻣـﻤّـﺎ ﻳﺼﻠـﺤـﻮﻥ .
ﻻ ﺗﻤﻸ ﺍﻷﻛﻮﺍﺏ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ
ﻳُﺤﻜﻰ ﺃﻧّﻪ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ، ﻓﻄﻠﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻃﻠﺒﺎً ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻓﻲ
ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ، ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﺄﻧّﻪ ﺳﻴﻀﻊ ﻗِﺪﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ
ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻭﺃﻧّﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘِﺪﺭ ﻛﻮﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ، ﺑﺸﺮﻁ
ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﻜﻮﺏ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﺃﺣﺪ .
ﻫﺮﻉ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ، ﻭﺗﺨﻔّﻰ ﻛﻞّ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻭﺳﻜﺐ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺨﺼّﻪ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼّﺒﺎﺡ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺷﺎﻫﺪ؟ ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﻸ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ !
ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻭﺿﻊ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮّﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ؟ ﻛﻞّ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮّﻋﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ": ﺇﻥّ ﻭﺿﻌﻲ ﻟﻜﻮﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﻦ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ
ﻛﻤّﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻀﻌﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ." ﻭﻛﻞّ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻛﻞّ
ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻜّﺮ ﺑﺎﻟﻄّﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻜّﺮ ﺑﻬﺎ ﺃﺧﻮﻩ، ﻭﻇﻦّ ﺃﻧّﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻜﺐ ﻣﺎﺀً
ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ، ﻭﺍﻟﻨّﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﺃﻥّ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻋﻢّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻭﻣﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ
ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻣﺎ ﻳُﻌﻴﻨﻬﻢ ﻭﻗﺖ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ .
ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺍﻟﺸّﺎﺏ
ﻳُﺤﻜﻰ ﺃﻥّ ﺭﺟﻼً ﻋﺠﻮﺯﺍً ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻣﻊ ﺍﺑﻦ ﻟﻪ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 25 ﺳﻨﺔً .
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﺩﻳﺔً ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺸّﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺐ
ﺍﻟﻨّﺎﻓﺬﺓ . ﺃﺧﺮﺝ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﺎﻓﺬﺓ ﻭﺷﻌﺮ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ، ﻭﺻﺮﺥ": ﺃﺑﻲ، ﺃﺗﺮﻯ ﻛﻞّ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺗﺴﻴﺮ ﻭﺭﺍﺀﻧﺎ ! " ، ﻓﺘﺒﺴّﻢ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻣﺘﻤﺎﺷﻴﺎً ﻣﻊ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﺑﻨﻪ . ﻭﺑﺠﺎﻧﺒﻬﻢ
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺯﻭﺟﺎﻥ ﻳﺴﺘﻤﻌﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺏّ ﻭﺍﺑﻨﻪ . ﻭﺷﻌﺮﻭﺍ ﺑﻘﻠﻴﻞ
ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺮﺍﺝ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﺼﺮّﻑ ﺷﺎﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄّﻔﻞ !
ﻓﺠﺄﺓً ﺻﺮﺥ ﺍﻟﺸّﺎﺏ ﻣﺮﺓً ﺃﺧﺮﻯ": ﺃﺑﻲ، ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ، ﺍﻧﻈﺮ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﻛﻴﻒ ﺗﺴﻴﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ." ﻭﺍﺳﺘﻤﺮّ ﺗﻌﺠّﺐ ﺍﻟﺰّﻭﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸّﺎﺏ ﻣﺮﺓً
ﺃﺧﺮﻯ . ﺛﻢّ ﺑﺪﺃ ﻫﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ، ﻭﻗﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺸّﺎﺏ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘﻸ
ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺎﻟﺴّﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺻﺮﺥ ﻣﺮﺓً ﺃﺧﺮﻯ": ﺃﺑﻲ ﺇﻧّﻬﺎ ﺗﻤﻄﺮ، ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﻤﺲ ﻳﺪﻱ، ﺍﻧﻈﺮ ﻳﺎ
ﺃﺑﻲ ."
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺰّﻭﺟﺎﻥ ﺍﻟﺴّﻜﻮﺕ، ﻭﺳﺄﻻ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ": ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ
ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻄّﺒﻴﺐ، ﻭﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﺝ ﻻﺑﻨﻚ؟ " ، ﻫﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ": ﺇﻧّﻨﺎ
ﻗﺎﺩﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥّ ﺍﺑﻨﻲ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﺼﻴﺮﺍً ﻷﻭّﻝ ﻣﺮّﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ."!
ﺗﺬﻛّﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎً ": ﻻ ﺗﺴﺘﺨﻠﺺ ﺍﻟﻨّﺘﺎﺋﺞ ﺣﺘّﻰ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻞّ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ