ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﻟﻘﺪ ﻓﻀِّﻠﺖ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺀ ﺃﻣﺘﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻀِّﻠﺖ ﻣﺮﻳﻢ "
" ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ﺣﺪﻳﺚ ﺷﺮﻳﻒ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺑﺪﻟﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻨﻬﺎ000 ﻗﺪ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻲ ﺇﺫ ﻛﻔﺮ ﺑﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﺻﺪَّﻗﺘﻨﻲ ﺇﺫ ﻛﺬﺑﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ
، ﻭﻭﺍﺳﺘﻨﻲ ﺑﻤﺎﻟﻬﺎ ﺇﺫ ﺣﺮﻣﻨـﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﺭﺯﻗﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﻭﺣﺮﻣﻨﻲ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ000
ﺣﺪﻳﺚ ﺷﺮﻳﻒ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻮﻳﻠﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻯ ﺑﻦ ﻗﺼﻲ ﺍﻟﻘﺮﺷﻴﺔ ﺍﻷﺳﺪﻳﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻰ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ000
ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺎﺟﺮﺓ ﺫﺍﺕ ﺷﺮﻑ ﻭ ﻣﺎﻝ ، ﻓﻠﻤّﺎ ﺑﻠﻐﻬﺎ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺻﺪﻕ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻭﻋﻈﻴﻢ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﻭﻛﺮﻡ ﺃﺧﻼﻗﻪ ، ﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻌﺮﺿـﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ
ﻳﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﻣﺎﻝٍ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺗﺎﺟﺮﺍً ، ﻭﺗﻌﻄﻴـﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻄﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠـﺎﺭ ،
ﻣﻊ ﻏﻼﻡ ﻟﻬﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣَﻴْﺴَـﺮﺓ ، ﻓﻘﺒﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻬﺎ
ﺣﺘﻰ ﻗَﺪِﻡ ﺍﻟﺸﺎﻡ000 ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﻇﻞ ﺷﺠﺮﺓ
ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﺻﻮﻣﻌﺔ ﺭﺍﻫﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻣﻴﺴﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ؟)000
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺮﻡ )000 ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺗﺤﺖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻗﻂٌ ﺇﻻ ﻧﺒﻲ )000
ﺛﻢ ﻭﺻﻼ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺑﺎﻉ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺳﻠﻌﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺝ ﺑﻬﺎ ، ﻭﺍﺷﺘﺮﻯ ﻣﺎ
ﺃﺭﺍﺩ ، ﺛﻢ ﺃﻗﺒﻞ ﻗﺎﻓﻼً ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻭﻣﻌﻪ ﻣﻴﺴﺮﺓ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻴﺴﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻬﺎﺟﺮﺓ ﻭﺍﺷﺘﺪَّ
ﺍﻟﺤﺮّ ﻳﺮﻯ ﻣَﻠَﻜﻴﻦ ﻳُﻈﻼَّﻧﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ
ﺑﻌﻴﺮﻩ000 ﻭﻟﻤّﺎ ﻗﺪﻡ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻋﺖ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ
ﻓﺮﺑﺤﺖ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻀﻌﻒ000
ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
ﻭﺃﺧﺒﺮ ﻣﻴﺴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻣﺤﻤﺪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﺒﻌﺜﺖ ﺍﻟﻰ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻢّ ! ﺇﻧﻲ ﻗﺪ ﺭَﻏﺒْﺖُ ﻓﻴﻚ ﻟﻘﺮﺍﺑﺘﻚ ، ﻭﺷﺮﻓﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻚ
ﻭﺃﻣﺎﻧﺘﻚ ، ﻭﺣُﺴْﻦِ ﺧُﻠﻘِﻚ ، ﻭﺻِﺪْﻕِ ﺣﺪﻳﺜﻚ )000 ﺛﻢ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻓﺬﻛﺮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ -
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺫﻟﻚ ﻟﻌﻤّﻪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺳُﺮَّ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺭﺯﻕٌ ﺳﺎﻗﻪُ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻴﻚ )000ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﻰ ﻋﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻟﻰ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﻣُﻀَﺮ ،
ﻭﻛﺒﺮﺍﺀِ ﻣﻜﺔ ﻭﺃﺷﺮﺍﻓﻬﺎ ﻟﺤﻀﻮﺭ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﻤّﻬﺎ
ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﺳﺪ ، ﻭﺷﺮﻛﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ ، ﻭﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻤّﻪ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ000
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺫﺭﻳّﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ، ﻭﺯﺭﻉ
ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﺿﺌﻀﺊ ﻣﻌﺪ ، ﻭﻋﻨﺼﺮ ﻣﻀﺮ ، ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺣﻀﻨﺔ ﺑﻴﺘﻪ ، ﻭﺳُﻮّﺍﺱ ﺣﺮﻣﻪ ، ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻨﺎ
ﺑﻴﺘﺎً ﻣﺤﺠﻮﺑﺎً ﻭﺣﺮﻣﺎً ﺁﻣﻨﺎً ، ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﻫﺬﺍ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻮﺯﻥ ﺑﺮﺟﻞٍ ﺇﻻ ﺭﺟﺢ ﺑﻪ ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻗِﻼّ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻇِﻞّ ﺯﺍﺋﻞ ،
ﻭﺃﻣﺮ ﺣﺎﺋﻞ ، ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻣَﻦْ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺘﻢ ﻗﺮﺍﺑﺘﻪ ، ﻭﻗﺪ ﺧﻄﺐ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻮﻳﻠﺪ ، ﻭﻗﺪ ﺑﺬﻝ ﻟﻬﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﺍﻕ ﻣﺎ ﺁﺟﻠﻪ ﻭﻋﺎﺟﻠﻪ ﺍﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻭﻗﻴﺔ ﺫﻫﺒﺎً ﻭﻧﺸﺎً -ﺃﻱ ﻧﺼﻒ ﺃﻭﻗﻴﺔ - ﻭﻫﻮ ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻟﻪ ﻧﺒﺄ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻭﺧﻄﺮ ﺟﻠﻴﻞ )000
ﺛﻢ ﻭﻗﻒ ﻭﺭﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ ﻓﺨﻄﺐ ﻗﺎﺋﻼ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ، ﻭﻓﻀﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﻋﺪﺩﺕ ، ﻓﻨﺤﻦ ﺳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ، ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺃﻫﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻻ ﺗﻨﻜﺮ ﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﻓﻀﻠﻜﻢ ،
ﻭﻻ ﻳﺮﺩُّ ﺃﺣﺪٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺨﺮﻛﻢ ﻭﻻ ﺷﺮﻓﻜﻢ ، ﻭﻗﺪ ﺭﻏﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﺑﺤﺒﻠﻜﻢ ﻭﺷﺮﻓﻜﻢ ،
ﻓﺎﺷﻬﺪﻭﺍ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺄﻧﻲ ﻗﺪ ﺯﻭﺟﺖ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻮﻳﻠﺪ ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ )000
ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻤُّﻬـﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﺳـﺪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻲّ ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺷـﺮ ﻗﺮﻳـﺶ ﺃﻧّﻲ ﻗﺪ
ﺃﻧﻜﺤـﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻮﻳﻠﺪ )000ﻭﺷﻬـﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺻﻨﺎﺩﻳـﺪ
ﻗﺮﻳـﺶ000
ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ
ﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺑﺨﻤﺲ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ،
ﻭﻭﻟﺪﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻟﺪﻩ ﻛﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ، ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ -
ﻭﺑﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻨﻰ - ، ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﻄﻴﺐ - ﻟﻘﺒﺎﻥ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ - ، ﻭﺯﻳﻨﺐ ، ﻭﺭﻗﻴـﺔ ، ﻭﺃﻡ ﻛﻠﺜـﻮﻡ ،
ﻭﻓﺎﻃﻤـﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ000 ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳـﻢ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠـﻪ ﻓﻬﻠﻜﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ، ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻨﺎﺗـﻪ
ﻓﻜﻠﻬـﻦ ﺃﺩﺭﻛـﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺄﺳﻠﻤﻦ ﻭﻫﺎﺟﺮﻥ ﻣﻌﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ 000-
ﺇﺳﻼﻡ ﺧﺪﻳﺠﺔ
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻴﻤﻮﻥ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -
ﻓﺂﻣﻨﺖ ﺑﻪ ﺧﺪﻳﺠﺔ ، ﻭﺻﺪﻗﺖ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻭﺍﺯﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻩ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﺳﻮﻟﻪ ، ﻭﺻﺪﻕ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻨﻪ ، ﻓﺨﻔﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﻧﺒﻴﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -
ﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻤﺎ ﻳﻜﺮﻫﻪ ﻣﻦ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﻜﺬﻳﺐ ﻟﻪ ، ﻓﻴﺤﺰﻧﻪ ﺫﻟﻚ ، ﺍﻻ ﻓﺮﺝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﻬﺎ
ﺇﺫﺍ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﺗﺜﺒﺘﻪ ﻭﺗﺨﻔﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﺼﺪﻗﻪ ، ﻭﺗﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ -
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻣﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﺑﺸﺮ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﻗَﺼَﺐ - ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﺍﻟﻤﻨﺤﻮﺕ - ، ﻻ
ﺻﺨﺐ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﻧﺼﺐ )000
ﻓﻀﻞ ﺧﺪﻳﺠﺔ
ﺟﺎﺀ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻳﺠﺔ
ﺍﻟﺴﻼﻡ )000 ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ )000
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺧﻴﺮُ ﻧﺴﺎﺋﻬﺎ ﻣﺮﻳﻢ ، ﻭﺧﻴﺮ ﻧﺴﺎﺋﻬﺎ
ﺧﺪﻳﺠﺔ )000
ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ
ﻭﻟﻤّﺎ ﻗُﻀﻲَ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻰ
ﺷﻌﺎﺑﻬﺎ ، ﻟﻢ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -
ﻟﺘﺸﺎﺭﻛﻪ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ000ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻦ ، ﻓﻘﺪ ﻧﺄﺕ ﺑﺄﺛﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺑﻬﻤﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺻﺒﺎﻫﺎ ، ﻭﺃﻗﺎﻣﺖ
ﻗﻲ ﺍﻟﺸﻌﺎﺏ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻴﻦ ، ﻭﻫﻲ ﺻﺎﺑﺮﺓ ﻣﺤﺘﺴﺒﺔ ﻟﻸﺟﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ000
ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺑﺜﻼﺙ ﺳﻨﻴﻦ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ
ﺧﺪﻳﺠﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ - ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﺯﻳﺮ ﺻﺪﻕ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻳﺸﻜـﻮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﻮﻓـﻲ ﻋـﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -
ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ، ﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳـﻮﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠـﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﺴﻤﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻌﺎﻡ
ﺍﻟﺤﺰﻥ000
ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ
ﻗﺪ ﺃﺛﻨﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺜﻦ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ،
ﻓﺘﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺣﺘﻰ ﻳﺬﻛﺮ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻓﻴﺤﺴﻦ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻓﺬﻛﺮﻫﺎ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﺄﺧﺬﺗﻨﻲ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ،
ﻓﻘﻠﺖ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﻻ ﻋﺠﻮﺯﺍً ﻗﺪ ﺃﺑﺪﻟﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻨﻬﺎ )000 ﻓﻐﻀﺐ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻻ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺑﺪﻟﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻨﻬﺎ ، ﺁﻣﻨﺖْ ﺑﻲ ﺇﺫْ ﻛﻔﺮَ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺻﺪَّﻗﺘﻨﻲ ﺇﺫ ﻛﺬّﺑَﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،
ﻭﻭﺍﺳﺘﻨﻲ ﺑﻤﺎﻟﻬﺎ ﺇﺫ ﺣﺮﻣﻨـﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺭﺯﻗﻨﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )000 ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻘﻠﺖْ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ : ﻻ ﺃﺫﻛﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺴﺒّﺔٍ ﺃﺑﺪﺍً )000